رئيس التحرير

محمد الأمين محمد الهادي

يصدرها مكتب الإعلام في

جمعية المؤاخاة

العدد 27- السنة الثانية - 1/12/1999م

المنــتــــدى

رد في نقاط

الأستاذ: محمد الأمين

أخي وعزيزي منصور الجابري،

لا أريد أن أبعد النجعة معك هذه المرة لعدم توفر الوقت عندي بسبب شهر رمضان الذي يقلب حياتي رأسا على عقب، لذا سأكتفي بإيراد نقاط مهمة حول رسالتك الأخيرة :

  1. لا أرغمك على تقبل آراء القراء ولكني أرى أن نترك لهم حق إبداء الرأي والمشاركة فكما أننا لسنا مؤرخين ولكنا سمحنا لأنفسنا الخوض في الموضوع فلماذا لا نترك لهم هذا الحق.
  2. كون منطقة الصومال لم تتعرض لهجرات استيطانية طغت على العنصر الأصلي أمر غير مسلم به فهجرات الكوشيين من شمال أفريقيا وتوزعها على مناطق من القارة الأفريقية منها الصومال التي كان يسكنها قومية البانتو . والكوشيون هم الذين شكلوا مع العنصر العربي خلال الهجرات المتوالية لعرب الجزيرة قبل الإسلام فيما بعد الشعب الصومالي الموجود حاليا.
  3. الغساسنة والمناذرة الذين كانوا يحكمون شمال الجزيرة العربية عرب هاجروا من جنوبها بعد انهيار سد مأرب وليسوا جنسا غير العرب .
  4. أرى أنك لا تعترف بعروبة العرب الذين هاجروا من الجزيرة قبل الإسلام وهي الهجرات القديمة والتي كونت شعوبا في شمال أفريقيا مثل البربر الذين لا يخرجهم من الأصل العربي لسانهم الأمازيغي، والشناقطة سكان موريتانيا، وكذلك شمال الجزيرة الذين منهم الغساسنة والمناذرة ووو…، ومنهم سكان شمال السودان و أريتريا والصومال، إنما تعترف فقط بالعرب الذين هاجروا إلى تلك المناطق بعد الإسلام من خلال الفتوحات الإسلامية كما هو الشأن في شمال أفريقيا أو الرحلات التجارية كما هو الحال في منطقة شرق أفريقيا والصومال.
  5. هذه نظرة انتقائية تقترب من العنصرية فالفرق بين العرب الذين تقول أنهم استوطنوا مناطق محدودة محتفظين بتقاليدهم وبين الآخرين من سكان الصومال إنما هو قدم هجرات هؤلاء بالنسبة إلى هؤلاء القادمين إلى الصومال بعد الإسلام ، وطبيعي أن يحس كل قريب عهد بالهجرة أنه أقرب للعروبة من الآخرين أما أن ينفي صلة إخوانه الأقدمين بالعروبة فهذا أقرب إلى العنصرية التي لا تعتمد على التاريخ ومعطياته.
  6. ليس هناك إيمان بالقومية الصومالية سوى لدى المثقفين المتغربين في الصومال وهم من القلة بحيث لم يكن لهم أي تأثير فعجزوا حين كانت الأمور تدار بالديمقراطية في الصومال عن فرض كتابة اللغة الصومالية بالحروف اللاتينية، وكان الشعب كله ضدهم وكذلك المثقفون ولعلك قرأت كتاب " الصومالية بلغة القرآن " الذي كتب في تلك الفترة أثناء اشتداد أزمة الكتابة باللاتينية والتي كان يمولها الاستعمار ولكنها لم تستطع تمريره لمعارضة الشعب بأكمله والعلماء والمثقفين ورفع العلماء حينها شعار " لاتين لادين" بمعنى أن اللاتينية تسوي اللادينية، ولا ننسى أن نذكر هنا صاحب هذه المقولة أو الشعار وهو الشريف محمود رحمه الله.
  7. ولم تأت الكتابة بالحروف اللاتينية سوى بأمر حكومي بعد الثورة الشيوعية وأنت تعرف كيف تدير مثل هذه الثورات الشعوب وترغمها على ما لا تريد ، ففرضت الكتابة باللاتينية وكرسته بأن جعلت الدراسة في المدارس من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية باللغة الصومالية المكتوبة بالحروف اللاتينية، تماما مثلما فرضت المساواة بين الذكر والأنثى في المواريث.
  8. استغربت جدا حين طلبت مني تحديد الصول العربية التي ينحدر منها عموم الشعب الصومالي، للأسف أنا لست نسابة أبحث في الأنساب ولكني أقول لك إن ذلك ليس دليلا قائما على علم ، وإلا فحدد لي الأصول التي ينحدر منها الشعب السوري أو المصري أو المغربي إنك ستجد بعضا من أسماء القبائل قريبة الهجرة كما في الصومال تماما ولكن عموم الشعب لا يمكن تحديده تحديدا علميا.

أوافقك أن نناقش موضوع الأزمة الصومالية المعضلات والحلول ولكني لا أدري كيف نستطيع أن نصل إلى حل ونحن لم نستطع تحديد الأصل ،،

أطلب منك لو سمحت أن يتم النقاش في صفحة رأي القارئ حتى يشارك معنا جميع القراء. وليس بالبريد الألكتروني.

اضغط هنا وشارك في النقاش وعبر عن رأيك!!

          عـودة