جدل
في التاريخ
بعد التحية :
أخي العزيز محمد الأمين
أخي محمد .. تتواتر الخواطر في
ذهني وتحل كل خاطرة محل الأخرى
الأمر الذي يفقدني رغبتي في
الكتابة لتزاحم الأفكار في رأسي
بل وقد يصل الأمر بي أحيانا إلى
حد الإضراب عن الكتابة و هاأنذا
أفي بوعدي لك واخط رسالتي هذه
إليك وقد جاوزت عقارب الساعة
الثانية صباحا .. واحب أن أشير
إلى أنني فعلا ارغب في الابتعاد
عن ساحة النقاش لأنك تريد أن
تؤكد حقيقة ما وأنا أحاول من
الجانب الآخر أن انفيها لذا فان
مسألة تقريب وجهات النظر بيننا
مستبعدة حيال ما تطرقنا إلى
مناقشته كما إنني لن آخذ بآراء
القراء حيال هذه المسألة فيما
إذا طرحناها للنقاش لان القارئ
هو الآخر لن يلزم
الحيادوالوقائع التاريخية
والجغرافية في هذه المسألة بل
سيحكم عواطفه تجاهها إن سلبا أو
إيجابا ..لذلك فان هذا الموضوع
ليس بالشيء الهين الذي يمكن أن
نحتكم فيه إلى القاري وانما
يحتاج إلى المختصين الذين
سيسردون الوقائع التاريخية
والجغرافية والاجتماعية على أن
يكونوا ممن يشهد لهم بالنزاهة
وهذا مالا نستطيع إيجاده في
الظروف الراهنة .. وكفانا أننا
أشبعنا الموضوع نقاشا ولكننا لم
نتوصل إلى وجهتا نظر متقاربتين ..
ولا تنسى إنني من هواة النقاش
الجاد والهادف حول المسائل
الشائكة والقضايا التي يعج بها
عالمنا ولكن من المسلمات التي
أؤمن بها أيضا أن القضايا
التاريخية والجغرافية
والاجتماعية لايمكن الوصول إلي
قناعات حاسمة حولها إلا إذا حرفت
أو عدلت لتتماشى مع فكر معين
ربما تسخر لخدمته ولو بعد قرون
عديدة من الزمان .. وكتب التاريخ
والجغرافيا والاجتماع تعج
بالكثير من هذه الخزعبلات فخذ
مثلا لذلك دويلة مثل إسرائيل
أقيمت على أنقاض شعب سلبت حقوقه
وشرد كيف يمكن أن يكتب تاريخها
؟ طبعا ستوضع الوقائع والأحداث
على أيدي خبراء متخصصين لإيهام
من سيقرؤون التاريخ بأن هذا
الشعب هو جزء من نسيج الأمة
المحيطة به وقس على ذلك كثير من
الكيانات التي برزت قبل اقل من
ثلاثة قرون فقط تعج مكتباتها
بالوقائع التاريخية التي تؤكد
وجودها .
يتحقق مطلبي في عدم ورود أي فكرة
تنشط فكري ولكن هيهات فأنا مصاب
بداء عضال اسمه داء الرغبة في
المعرفة واعتقد انه سيلازمني
حتى نهاية العمر .
يسعدني ويشرفني أن يكون لي السبق
في مجال الكتابة في المؤاخاة
ولكن ما سيقيد يدي عن الكتابة
فيها باستمرار هو عدم توفر
المجالات التي سأكتب فيها
باستثناء الشأن الصومالي لأنني
أعرف أنها ملتزمة بخط معين فقط
وهو متابعة الأحداث التي تجري في
نقطة محدودة من الصومال وربما
ستجود القريحة ببعض المقالات
التي تختص بالأحداث الراهنة في
عموم المنطقة الصومالية وهي
ليست تحليلات سياسية حسبما يحلو
للبعض تسميتها ولكنها تحليلات
اجتماعية للتداعيات السيئة التي
أبرزتها الحرب وأثرها على
المجتمع الصومالي وتركيبته
الاجتماعية ولكنها ستكون
محدودة ,ولا يفوتني أن أشير أن
الحاجة ملحة لاضافة أبواب ثابتة
أخرى على الصحيفة حتى يكون لي
وللآخرين أيضا مرتعا خصبا
للكتابة في أمور الأدب والثقافة
والفن في الوقت الذي أعتقد فيه
أن هذه الإضافات ستفقد الصحيفة
النهج الذي اختطته وستنأى بها
بعيدا عن طابعها المميز وستجعل
منها صحيفة تتبنى الشأن الثقافي
العربي العام بل ويمكن أن تفقد
وضعها الحالي كصحيفة مميزة
لأبناء منطقة براوة الصومالية
الذين يتمتعون بخصوصية ثقافية
لم يتحقق منها سوى قصيدة عصماء
قيلت في التصوف والمديح النبوي
وأمثال براوية لم تجد من يجمعها
حتى الآن فما رأيك في هذه
المسألة ذات الأهمية القصوى
الجديرة بالدراسة والبحث مع
التنويه إلى أنك أشرت لي في
رسالتك أن جميع الروابط لا تعبر
عن موقفكم ولا عن قراءتكم
للأحداث وانما ربطت كونها تتحدث
عن براوه فقط
لم استلم أي رسالة من رئيس تحرير
الجذور ولكني اطلعت على العدد
الأخير فوجدت انه مميز وجمع كل
المواضيع المتنوعة التي كنت قد
أشرت لك عنها وأ صبحت جديرة بأن
يطلع عليها المثقف العربي ويجد
ضالته فيها كما قرأت قصيدتك
وشدتني كثيرا ولي تعليق إيجابي
عليها سأكتبه لك غدا
وتباشير الفجر قد بانت فانه لا
يزال لدى الكثير الذي سأكتبه
إليك ولكنني بدأت في التقهقر إلى
الخلف معلنا هزيمتي وعدم قدرتي
على الاستمرار في الكتابة إليك
لرغبتي الشديدة في النوم .
حتى ألقاك استودعك الله الذي لا
تضيع ودائعه وتقبل خالص تقديري
أخيك منصور الجابري
أخي العزيز
منصور الجابري. تحية
وبعـد: قدمت
الآن من المدينة التي ذهبت إليها
فلم أرض إلا ان أفتح البريد وأجد
رسالتك الأخيرة فكان من الضروري
أن أرد. ومثلك
تماما تتوارد الخواطر على ذهني،
أشبهت حالتي حالتك سوى في شئ
واحد هو أنني أود أن يتواصل
النقاش بيننا فربما تكون
الحقيقة عند أحدنا والثاني لا
يدري. ما
يدهشني فيك أنك تصر على رأيك ولا
أدري هل نسميه عنادا أم ماذا؟
عندك رأي مسبق في الأحداث
والتاريخ والجغرافيا وللأسف
تريد أن تخضع كل العلوم إلى رأيك
بدل أن يخضع رأيك لهذه العلوم،
التاريخ والجغرافيا والاجتماع
وعلم الأجناس كلها تنطق
بالحقيقة التي تحجبها أو تتعامى
عنها. حتى بلغت في قرارة نفسك أن
لو اتفق جميع القراء على عكس ما
تقول فلن تقتنع، لأنهم كما تقول
سيكونون عاطفيين لا واقعيين ولن
يعتمدوا على العلوم ومعطياتها
بل على ما تمليه عليهم مصالحهم .
ولا أدري ما الذي ينتفع به
القارئ الصومالي إن أثبت اليوم
أن الصومال عربية إن لم يكن
احتراما للحقيقة ، وأنت تعرف أن
حال العرب لا تسر أحدا ولا تغري
بأن ينتسب إليهم أحد، أتدري أنه
حتى العبيد الذين كنا نمتلكهم
فيما مضى يزدرون العرب
ويتهمونهم بالغباء، ونحن ما كنا
لنثبت عروبة الصومال لولا أن
التاريخ والجغرافيا وجميع
العلوم تنطق بذلك فنحن نثبت
حقيقة أثبتها العلم قبلنا. لقد
قلت لك أن الدراسة التي أعدتها
إحدى الجامعات البريطانية
العريقة (كامبردج) والتي تنظر في
إيجاد حل للصومال، تقول في أولى
صفحاتها بأن الصوماليين بجميع
فئاتهم عرب ولا نستطيع أن نتعامى
عن هذه الحقيقة، قل لي بربك ما
مصلحة جامعة بريطانية عريقة في
أن تثبت هذا والغرب كلهم يريدون
أن يبعدو العرب عن العروبة بل
حتى تحاول أن لا يتعاطف معهم
المتعاطفون، وما هي العاطفة
التي انجرت نحوها هذه الجامعة
وأكاديمييها المختصين في جميع
العلوم فضحت في سبيلها بعراقتها
ومصداقيتها أمام العالم لقد
ضربت المثل بالتلاعب بالتاريخ
والجغرافيا بما يحدث في دويلة
إسرائيل، والكتب التي تكتبها في
التاريخ والجغرافيا. ولكن فاتك
أن هذه الخزعبلات تدون فقط في
دولة إسرائيل لتخدم
الأيديولوجية الصهيونية وتعتمد
أكثر ما تعتم على التوراة
المحرفة وليس على كتب التاريخ
المحققة، وكلها تتلاشى أما
الحقائق وإن حاولت إسائيل اليوم
تكميم الأفواه حتى لا تنطق
بالحقيقة كما فعلوا بالفيلسوف
رجاء جارودي وإخوانه من الأحرار
، فإن الحقيقة الناصعة بينة لكل
ذي عينين، ورؤية لاجئ فلسني يعيش
في الشتات يكذب كل ما بنته
إسرائيل من أكاذيب:
إن الذي
ادعـــوه كله كذب ...........ما
لليهود بدار أهلها عرب
وإن بنوا
فوقها الطواد شامخة...... وأسكنوا
في حماها كل من جلبوا
أما هنا فنحن
بصدد دولة لم تزرع من الخارج ،
وشعب لم يجمع من أشتات الأرض
إنما هو ابن هذه الأرض، فكيف
تساوي بين هذا وذاك ألا ترى أن
ذلك ظلم بين ؟؟ أما بخصوص
صحيفة المؤاخاة فهي ليست خاصة
لأبناء براوة، فيمكن أن يكتب
فيها كل صومالي والمقالات التي
تتطلبها ليس من الضروري أن تكون
ذات طابع براوي ، فإن وجد من له
اهتمام بهذه الأمور ويضيف لنا
شيئا أو يناقشنا في شئ فذلك ما
يسرنا ، أما غيره فله أن يكتب في
أي مجال شاء. وفي أي موضوع أراد. واعلم
أن الصحيفة ما زالت في بداياتها،
وهي مستعدة لإضافة أبواب عدة
وندري أن الحاجة ملحة لذلك ،
ولكن المشكلة تكمن في أن رئيس
التحرير الذي هو العبد لله ليس مستقرا
ويحاول السفر إلى لندن ليلحق
بأولاده هناك.. وإن تحقق ذلك فسوف
يولي اهتماما خاصا بالصحيفة إن
شاء الله. فلا تتردد
في الكتابة إلينا في أي موضوع .. وشكراجزيلا.
اضغط
هنا وشارك في النقاش وعبر عن
رأيك!!
عـودة
|