Posted by محمد الأمين محمد الهادي on December 29, 1999 at 18:00:52: In Reply to: المثقفون هم الركيزة الاولى للحل Posted by ابن المخيم on December 28, 1999 at 15:57:51:
أخي العزيز ابن المخيم. ولكن مع ذلك فهناك عدد من المثقفين الذين عرضت لهم إغراءات للرحيل ولكنهم رفضوا وصمموا على أن يعالجوا القضية داخل الوطن وأذكر أن أكثرهم من الإسلاميين من أمثال د. علي الشيخ أبوبكر.مؤلف كتاب " الصومال وجذور الراهنة" والذي كان أستاذا في جامعة الإمام سعود في السعودية ولكنه نقل أسرته وانتقل معهم إلى مقديشو بعد هذه الأحداث ليسهم في العلاج وأسس مركزالقرن الأفريقي للدراسات الإنسانية ثم أسس جامعة مقديشو . وكلاهما مشروع ناجح ويلعب دورا كبيرا في إقامة اللقاءات بين مثقفي الداخل وإثراء الحوار بينهم للخروج من الأزمة.. وهو ما زال حتى الآن رئيسا للجامعة التي دخلت عامها الثالث. ود. إبراهيم الدسوقي مدير مركز القرن الأفريقي حاليا والذي يصدر تقريرا دوريا عن تطورات الأزمة وتحليلها بالمشاركة مع عدد من المثقفين.. كما يصدر مجلة الأمة الشهرية التي تقوم بدور كبير في توعية الشعب. ثم الأستاذ عبد الرجمن باديو، رئيس مجلس المصالحة الوطنية الذي قام ولا يزال يقوم بدور فاعل في توطيد المصالحة الشعبية وقد استطاع أن يصلح بين كثير من القبائل التي كادت أن تاكل الخضر واليابس في عدد من المناطق منذ 6 سنوات. .وكذلك إشاعة ثقافة السلام والمسامحة بين أفراد الشعب... ومن يطلع على تقارير هذا المجلس وما تكتب عنه الصحف المحليةخير شاهد على هذا الدور. كما لا ننكر بأن هناك من باع نفسه وضميره وأصبح أداة في يد المتآمرين على مستقبل الصومال.. أمثال بعض أساتذة الجامعات الأمريكية الصوماليين الذين يسعون لأن يصبحوا زعماء المستقبل وتحاول دوائر المتآمرين على تلميعهم في المحافل حتى يلقوا قبولا لدى الشعب ولكن هيهات.هذا إلى جانب بعض المتخاذلين الذين استسلموا للواقع. لكن ذعني أسأل: ما الذي يستطيع المثقفون فعله في مجتمع مزقته القبلية وزعيم القبيلة أو شيخه أكبر لديه من ألف مثقف., أو عالم. ثم هل نعتبر الجمعيات الخيرية والعمل الخيري الذي تقوم به ترفا فكريا..؟؟ إن هذه الجمعيات الخيرية قامت بما لم تقم به الحكومات فهي التي وفرت جميع الخدمات الضرورية لحياة الشعوب فانتشرت المدارس بفضلهاوالمكتبات والمستشفيات والقوافل الطبية وملاجئ الأيتام وتوفير اللقمة للجوعى من أبناء الشعب والمشاغل وهذه لا شك قللت كثيرا من الأضرار التي كان يمكن أن تلحق بالشعب والجيل الصاعد منه بالذات الذي سيقود زمام الأمور في المستقبل.. وقد نأت كثير من هذه الجمعيات بنفسها عن خوض مناقشات أو صراعات مع زعماء العصابات وبارونات الحرب بل وادعتهم حتى لا يزيد القتل والاقتتال بين الشعب وحتى لا يدمروا البنية التجتية التي حاولوا إنشاءها لتقوم بدور الحكومة الغائبة والحقيقة أنهم لو سلكوا طريق المغالبة مع هؤلاء البارونات لزاد الوضع تفاقما. ولا ننسى أن الأزمة الصومالية ليست أزمة محلية بين الصوماليين بل إن هناك أياد خفية تديرها لحساباتهم الخاصة وهؤلاء لا يريدون لها أن تقف عند حد لذا فإنهم تجاهلوا كل الفاعليات والتجمعات السلمية والمثقفين والجمعيات الخيرية والمشايخ والعلماء .. إلخ ... وركزوا بالمقابل على بارونات الحرب في مؤتمرات الصلح التي تنظر في مستقبل الصومال وهم يعرفون سلفا أنهم يستحيل أن يتصالحوا لأنهم أول المتضررين من عودة الأمور إلى طبيعتها. وهنا نستطيع أن نرى ونلمح ونعرف أن استعباد المثقفين من الأزمة الصومالية مقصود لذاته من قبل القوى المتنفذة... فلماذا نصب اللوم كله على المثقفين؟؟ وإذا استحضرنا الحالات المشابهة من الحروب الأهلية في هذا القرن الذي سيودعنا بعد يومين نرى أن دور المثقفين والفنانين كان دائما مركزا على توعية الشعب كما كان الحال مثلا في لبنان الذي استمرت مصيبته 17 عاما ذلك أن الذي يحمل السلاح لا يتحدث بمنطق العقل والثقافة بل بمنطق القوة والتعصب وتصفية الآخر. أرجو أن يتسنى للمؤاخاة أن تسهم في شيء من تلك اللقاءات وتحاول أن تعمل ما في وسعها. أما أن يكتب المثقفون الصوماليون في " المؤاخاة" فنحن نجد صعوبة في ذلك أولا لأن صحيفتنا هذه ليس لديها إمكانات في النشر والطباعة والتوزيع.. فهي لهذا لا تصل إلى المثقفين وغيرهم.. ولهذا حاولنا أن نصدرها عن طريق الإنترنت ولكنا وجدنا أن الأمر سيزداد صعوبة لأن المثقفين في الصومال لا يملكون الإنترنت وكذلك غيرهم من الذين استوطنوا البلاد العربية. هناك قلة من الذين يقطنون البلاد الغربية يتعاملون مع الإنترنت وهؤلاء أكثرهم يتعاملون مع اللغة الصومالية المحلية وكذلك اللغات الغربية المختلفة.. ولهذا يصعب أن يساهموا في هذه الصحيفة .. ولكنا مع ذلك لم نيأس فما زلنا في أول الطريق وسنعمل ما بوسعنا إن شاء الله على أن ننقل إلى الصحيفة الكثير مما يحدث على أرض الواقع وما يكتبه المثقفون أو التحليلات التي يكتبها الكتاب في الصحف الأخرى أو في المواقع الأخرى حتى نيسر على القارئ الطريق .. ونحن نعد ببذل المزيد حتى نكون عند حسن ظن الجميع.
|